صباح الخير
أحيانًا، نجد أنفسنا أسرى لانفعالٍ مفاجئ بسبب خطأ أو موقف عابر، فنندفع بردود فعل لا تشبهنا، ولا تعبّر عن مكانتنا الحقيقية أو نضجنا الذي بنيناه بتجارب السنين. وفي لحظة غضب، قد نتجاوز حدود الحكمة، وتغلبنا “الأنا”، فنتشبث بموقفنا، ونرفض الاعتراف بالخطأ، ليس لأننا نجهل الصواب، بل لأن الاعتراف يحتاج إلى شجاعة أكبر من التبرير.
هذا الانفعال السريع لا يعالج الخطأ، بل يضاعفه، ويشوّه صورتنا أمام أنفسنا قبل الآخرين. إن الموقف الذي يتطلب حكمة، قد يتحول في لحظة اندفاع إلى خسارة في العلاقات، وضعف في التأثير، وتشويه لصورتنا أمام من نحرص على احترامهم.
لذلك، فإن القوة لا تكمن في سرعة الرد أو فرض الذات بالغضب، بل في التريث، وفي القدرة على كظم الغيظ، وفي أن نُخضع الموقف للتفكير لا للغريزة. فكلما زاد صبرنا، واتسع صدرنا، وتمهّلنا في ردود أفعالنا، كلما اقتربنا من القرار الصائب، والموقف المتزن، والكلمة التي تبني ولا تهدم.
التفكير قبل الانفعال ليس ضعفًا، بل قمة النضج. والاعتراف بالتقصير ليس انكسارًا، بل علامة على اتساع الرؤية ورجاحة العقل. فمن لا يرى خطأه، يبقى أسيرًا له، ومن لا يتحكم في لحظة الغضب، يفقد كثيرًا مما بناه في سنوات من الثقة والهيبة.
في كل موقف يستفزنا، هناك فرصة لنتجاوز الذات، ونتصرف بما يليق بوعينا ومسؤوليتنا.حسن محمد علي.
نبذة عن الكاتب: الأستاذ حسن محمد علي الرئيس المشترك لمكتب العلاقات في مجلس سوريا الديمقراطية شخصية قيادية تتميز برؤية سياسية متزنة وفهم عميق لتحولات الواقع في سوريا والمنطقة. من موقعه في مجلس سوريا الديمقراطية، يعمل حسن محمد علي على بناء الجسور وتعزيز الحوار بين الأطراف المختلفة، واضعاً المصلحة العامة فوق كل اعتبار.