
في استجابة مباشرة للخطاب التاريخي الذي ألقاه القائد عبدالله أوجلان في 27 فبراير تحت عنوان “نداء السلام والمجتمع الديمقراطي”، أصدر حزب العمال الكُردستاني (PKK) يوم الجمعة 1 مارس 2025 بيانًا رسميًا أكد فيه دعمه للخطاب باعتباره “مانيفستو العصر”، مشددًا على أن هذه المرحلة الجديدة ستلعب دورًا حاسمًا في مستقبل القضية الكُردية والمسار الديمقراطي في المنطقة.
أوضح البيان أن النداء يمثل خطوة تاريخية لبدء مرحلة جديدة من النضال السياسي والاجتماعي، مؤكدًا أن الحزب سيتبنى النداء بكافة تفاصيله، وسيعمل على تكييف استراتيجيته وفقًا لمتطلباته. كما شدد الحزب على أن أي عملية سلام مستدامة تتطلب ضمانات دستورية وسياسية واضحة، مشيرًا إلى أن النضال من أجل الحقوق الديمقراطية للكُرد لا يمكن أن يقتصر على التهدئة الأمنية فقط، بل يجب أن يكون جزءًا من مشروع سياسي شامل.
وفي خطوة لافتة، أعلن الحزب تعليق جميع العمليات المسلحة استجابةً لنداء أوجلان، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة تأتي ضمن جهود بناء مناخ ملائم للحوار السياسي. ومع ذلك، أكد البيان أن الحزب سيبقى محافظاً على يقظته الثورية ضد أي اعتداءات محتملة، وأن أي حل سياسي لا بد أن يستند إلى اعتراف واضح بحقوق الشعب الكُردي.
هذا و قد دعا حزب العمال الكُردستاني إلى عقد مؤتمر سياسي موسع بمشاركة مختلف القوى الكُردية والتنظيمات الديمقراطية، بهدف مناقشة آليات تنفيذ نداء السلام على أرض الواقع. وشدد على ضرورة تهيئة الظروف اللازمة لإجراء هذا المؤتمر، بما في ذلك توفير الضمانات القانونية والسياسية اللازمة لضمان مشاركة القائد أوجلان شخصيًا في العملية السياسية.
وقد أكد البيان أن مفتاح نجاح عملية السلام يكمن في تحرير القائد عبدالله أوجلان، حيث شدد على أن أي حل ديمقراطي حقيقي يتطلب إزالة جميع القيود المفروضة على زعيم الحركة الكُردية، وتمكينه من لعب دوره في المفاوضات بشكل مباشر.
وجه البيان نداءً إلى الشعب الكُردي وقواه الديمقراطية بضرورة دعم نداء السلام بشكل فعال، مع التأكيد على أن هذه الفرصة تمثل تحولًا تاريخيًا يجب اغتنامه. كما حث المجتمع الدولي على تحمل مسؤولياته تجاه دعم الجهود الرامية إلى إيجاد حل سياسي عادل للقضية الكُردية.
اختتم البيان بالتأكيد على أن نداء أوجلان لا يمثل نهايةً للصراع، بل بداية لمرحلة جديدة من النضال الديمقراطي، داعيًا إلى الاستفادة من روح الثامن من آذار ونوروز لترسيخ قيم الحرية والديمقراطية والمقاومة السلمية.
بهذه الرسالة، وضع حزب العمال الكُردستاني خريطة طريق واضحة للمرحلة المقبلة، في انتظار ما ستسفر عنه التطورات السياسية وردود الفعل الإقليمية والدولية تجاه هذا النداء التاريخي.